مريم، والدة الله، والدة أمير السلام
القدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة السادسة عن عيد الميلاد
إنّ عيد الميلاد يجدّد اللحظات الأولى من حياة يسوع، المولود من مريم العذراء. وحين نعبد ولادة مخلّصنا، هذا يعني أنّنا نحتفل بجذورنا. في الواقع، حين جاء المسيح إلى العالم، انطلق الشعب المسيحي: عيد مولد الرأس يعني عيد مولد الجسد.
في كنوز الكرم الإلهي، أي شيء يمكن أن يليق بكرامة عيد الميلاد أكثر من هذا السلام المعلن في نشيد الملائكة خلال ولادة الربّ؟ (لو2: 14). فالسلام هو الذي يلد أبناء الله، هو الذي يشجّع على الحبّ، هو الذي ينتج المحبّة، هو الذي يُعتبر راحة الطوباويّين ومسكن الأبديّة. إنّ صنيعه الخاص، فضله المميّز، هو أن يوحّد بالله أولئك الذين يفصلهم عن هذا العالم... فأولئك "الذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا" (يو1: 13)، يجب أن يقدّموا للآب الإرادة الإجماعيّة الخاصّة بأبناء السلام. كلّ الذين أصبحوا بالتبنّي أعضاء في المسيح، يجب أن يسرعوا لينضمّوا معًا إلى مولود الخليقة الجديدة الأوّل، ذاك الذي جاء "لا لِيعملَ بِمَشيئته بل بِمَشيئةِ الذي أَرسَلَه (يو6: 38). الورثة الذين تبنّتهم نعمة الآب ليسوا ورثة منقسمين أو متنافرين؛ إّنهم يتمتّعون بالمشاعر نفسها وبالحبّ نفسه. أولئك المخلوقون مجدّدًا وفقًا "لصورة الجوهر" (عب1: 3) يجب أن يتمتّعوا بنفس تشبهه. إنّ ولادة الربّ يسوع هي ولادة السلام. كما قال القدّيس بولس: "المسيح هو سلامنا" (أف2: 14).