طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون

التأمل: "طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!"

إبتهج الربّ وفرحَ بالقلوب النقيّة، التي تقبل بتواضع وطواعية، التي تُصغي وتتعلّم، التي تمتلئ من الربّ وتفرّغ نفسها من نفسِها... يَفرَح بالقلوب التي تشبه قلوب الأطفال، ويَشكر الآب، لأنّ تلاميذه يحملون في داخلهم هذه القلوب الطاهرة، التي يرتضي بها الآب. هذه القلوب تستطيع أن ترى الله، مثل هذه القلوب، تقبَل الكلمة وتفهمها، وتعمَل بها. أصحاب هذه القلوب، تعرف الآب، عندما عرفت الإبن، لأنّ الآب يحبّ القلوب النقية ويَكشف نفسه لها. طوبى لكُم، يوجّه الربّ كلامه لتلاميذه، لأنكم ترون مجد الله، لأنكم عرفتموني، لأنّكُم تسيرون معي، ترونني. طوبى لعيونكم التي رأتني وقلوبكم التي عرفتني.

نعم بعد صعوده، وإلى اليوم كثيرون يتمنّون أن يروا ما رأى التلاميذ، لكن الروح القدس الذي يعمل في قلوبنا، به نرى الربّ، نعرفه، نختبره، نسير معه، فنتطهّر، ويفرح بنا الآب، ويكشف لنا عن حبّه وحضوره وعنايته وأبوّته.

يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبكَ.